قصة أم الامام الشافعي .. الأم المربية المعلمة

الإمام الشافعي هو أبوعبدالله محمد بن إدريس الشافعي المطلبي القرشي

هو صاحب المذهب الشافعي وثالث الأئمة الأربعة، وهو مؤسس علم أصول الفقه وإمام في علم التفسير والحديث

كما كان شاعرا فصيحا أيضا، وراميا ماهرا، ورحالا مسافرا، وقد أثنى عليه الإمام أحمد بن حنبل قائلا

“كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس”، وقال أيضا: “لولا الشافعي ما عرفنا فقه الحديث“.

ولكن لهذا المكانة والقيمة سر .. وهو أم الإمام الشافعي .. وهذه قصتها

فقد كانت والدة الإمام الشافعي – رحمهما الله – من قبيلة الأسد، وهي قبيلة عربية أصلية 

وكانت تقية وفقيهة وعالمة ذكية تعرف للعلم قدره، مما جعلها تشجع ابنها على التعلم والاستزادة من العلم رغم العوائق التي كانت تقع في طريقه لإكمال تعليمه

توفى والد الإمام الشافعي بعد ولادته بعامين فقط، وأصبح يتيما يعيش في كنف والدته ورعايتها

“فقررت أمه حينها العودة بابنها إلى مكة؛ لأنه قرشي حتى لا يضيع نسبه ولأن له سهمًا من ذوي القربي، لكن هذا المال الذي كانت تأخذه من سهم ذوي القربى كان قليلا جدا”

فعلى الرغم من ذلك لم تكل أمه أو تيأس من الاهتمام بتعليمه، فدفعت به إلى مكان في مكة لتعليم الصبيان، فتمكن الشافعي هناك من ختم القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، ثم اهتمت بتعليمه أكثر وأكثر

فذهبت به إلى شيوخ المسجد الحرام ووجهته لإتقان القراءة والتلاوة والتفسير، ولم يكد يبلغ وقتها الثالثة عشرة من عمره حتى استطاع أن يتقن ذلك إتقانا جيدا، كما استطاع أن يحفظ (الموطأ) للإمام مالك؛ الذي كان وما زال من أعظم الكتب وأفضلها نفعا وتأثيرا في علم الحديث.

واستمر دور أم الإمام الشافعي بفعالية وبشكل مؤثر في حياته، فبعد أن حفظ القرآن الكريم وأتقن التلاوة والقراءة والتفسير على يدي شيوخ المسجد الحرام

لم تقف به عند هذا الحد، فلقد أذنت له والدته بالسفر إلى المدينة لدراسة علم الحديث، وأخذ العلم على يد الإمام مالك، وبالفعل انتقل الإمام الشافعي إلى هناك، ولازم الإمام مالك لمدة 9 سنين، ولم ينقطع عنه إلا لزيارة والدته أو لرحلة علمية

..

وكانت أمه تعلمه أيضا البر والتصدق، فكانت دائما توصيه بألا يدخل مكة حتى يتصدق بكل ما معه

 وقد ذكر الحافظ ابن حجر موقفا لأم الإمام الشافعي قائلا:

“إنه من ظريف ما يحكى عن أم الشافعي من الحذق أنها شهدت عند قاضي مكة هي وأخرى مع رجل، فأراد القاضي أن يفرق بين المرأتين، فقالت له أم الشافعي: ليس لك ذلك، لأن الله سبحانه وتعالى يقول: {أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ} (سورة البقرة – أية: 282)، فرجع القاضي لها في ذلك”، وفقا لما جاء في مناقب الإمام الشافعي

وهكذا كانت أم الإمام الشافعي أما ومربية ومعلمة و سندا وقدوة ودافعا قويا لابنها ليكون هذا العالم العظيم والإمام الجليل

للمزيد من قصص الأمهات القدوات .. اضغط هنا

ولمتابعة جديد فيديوهات الموقع .. اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى