أم الشهداء الصابرة ..الخنساء
الخنساء: أم عمرو تماضر بنت عمرو بن الحارث
الخنساء تماضر بنت عمرو السلمية، صحابية وشاعرة مخضرمة من أهل نجد
عرفت بأشعارها ورثائها لأخوتها وابنائها وقال عنها النابغة الذبياني : الخنساء أشعر الجن والأنس
وسُئل جرير مرة: من أشعر الناس؟ فقال: أنا لولا الخنساء. فقيل له: فبم فضلتك؟ فقال: بقولها:
إن الزمان وما يفنى به عجبٌ *** أبقى لنا ذنبًا واستؤصل الراس
إن الجديدين في طول اختلافهما *** لا يفسدان ولكن يفسد الناس
أدركت الخنساء الجاهلية والإسلام وأسلمت وحسن إسلامها
في الجاهلية.. سنوات من الرثاء
أكثر ما اشتهرت به الخنساء في الجاهلية هو شعرها وخاصة رثاؤها لأخويها صخر ومعاوية والذين ما فتأت تبكيهما سنوات طويلة .
ومن أشهر ما قالت في رثاء أخيها صخر :
أَعَينَيَّ جودا وَلا تَجمُدا .. أَلا تَبكِيانِ لِصَخرِ النَدى
أَلا تَبكِيانِ الجَريءَ الجَميلَ .. أَلا تَبكِيانِ الفَتى السَيِّدا
طَويلَ النِجادِ رَفيعَ العِمادِ .. سادَ عَشيرَتَهُ أَمرَدا
إِذا القَومُ مَدّوا بِأَيديهِمِ … إِلى المَجدِ مَدَّ إِلَيهِ يَدا
في الإسلام .. ثبات وصبر وتربية
قدمت الخنساء مع قومها بني سليم على النبي فأعلنوا إسلامهم وأسلمت الخنساء معهم
كانت أعظم صورة وأقوى موقف لها كان في معركة القادسية في السنة الرابعة عشرة للهجرة عندما أرسل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – سعدًا بن أبي وقاص – رضي الله عنه – على رأس جيش لفتح العراق وتحريرها من الإمبراطورية الفارسية.
جمعت الخنساء أولادها الأربعة عشية الليلة الثالثة من ليالي المعركة وخطبت فيهم قائلة: «يا بني، إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين، ووالله الذي لا إله غيره إنكم لبنو رجل واحد كما إنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم، وإنكم تعلمون ما أعده الله تعالى للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين.. سكتت الخنساء هُنيهة وهي تنظر إلى أولادها بعينين أغرورقتا بالدموع
ثم تابعت تقول: اعلموا يا أبنائي أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، والله تعالى يقول: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون» (آل عمران: 200)».
سار الجيش حتى وصل القادسية ،حيث التقى الجيشان جيش المسلمين وقائدهم سعد بن أبي وقاص وجيش الفرس وقائدهم رستم، وكان مع جيش الفرس آلة قتال رهيبة لم يعهدها المسلمون من قبل ولم يألفوها، وعدد كبير من الفيلة يقال إنه ثلاثون فيلًا ويقال سبعون فيلًا،
كان اليوم الأول من المعركة يومًا شديدًا على المسلمين، حيث جعلت الخيول تفر بسبب رؤيتها للفيلة وسماعها لصوتها.
شاركت الخنساء في معركة القادسية ضمن جمع النساء، فكن يخدمن الجيش ويطعمن ويسقين ويرعين أمور الجند ويرددن الجرحى والقتلى إلى معسكر المسلمين.
تم النصر للمسلمين بعد قتال دام أربعة أيام، وقُتل رستم قائد الفرس وفر جنود العدو لا يلوون على شيء.
واستشهد أولاد الخنساء الأربعة وبلغ الخنساء خبر استشهاد أولادها الأربعة مرفقًا بخبر النصر على الأعداء، رفعت يديها إلى السماء عندما بلغها نبأ استشهاد أولادها الأربعة في القادسية لتقول بلسانٍ واثقٍ وقلبٍ مطمئن:
الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم وإني لأرجو أن يجمعني بهم في مستقر رحمته.
ولم تزد على ذلك
للمزيد من قصص الأمهات القدوات .. اضغط هنا
ولمتابعة جديد فيديوهات الموقع .. اضغط هنا


